Wednesday, September 24, 2008

إعلانات رمضان .. مهازل وأشياء أخرى

نشرت فى جريدة القاهرة

انتهى التليفزيون المصري من بيع حقوق الإعلانات على شاشاته الأرضية خلال شهر رمضان الحالي بمبلغ 68 مليون جنيه وذلك لحساب أحدى الوكالات الإعلانية الخاصة ، وهو مبلغ يقل عن العام الماضي بحوالى 2 مليون جنيه !!ه
أما قنوات الحياة ، دريم ، المحور فقد باعت الأوقات الإعلانية لديها بحوالى 150 مليون جنيه مجتمعه متبعة سياسة البيع بأسعار أقل لتحقق ربح أكبر.ه
بالتأكيد يتأثر المشاهدون بالإعلان والرسالة التى يوجهها ، خاصة فى (شهر رمضان) الذى يحقق نسبة مشاهدة عالية جدا تتفوق بمراحل على أى أوقات أخرى من العام.ه
أما عن تطور فن الإعلان فى مصر خلال الأعوام القليلة الأخيرة وتوحش درجة تأثيره فى المشاهدين وتوغله الأخير ليفرض نفسه على المشاهد قبل وداخل العمل الدرامى أو الإعلامي فهى ظاهرة خطيرة تثير القلق وتفرض علينا متابعة ما يقدم ودرجة تأثيره على المشاهد الذى لا حول له ولا قوة.ه
نبدأ بالإعلانات الخدمية وهو نوع من المفترض أن تكون تأثيراته السلبية أقل ما يمكن .. لكن للأسف الواقع عندنا حتى الآن لا يحقق هذا الافتراض . ه
بنك الطعام ومستشفى سرطان الأطفال والضرائب وأسهم بورصة الأوراق المالية وأنفلونزا الطيور.. كلها إعلانات خدمية تشترك فى الهدف توعية المشاهد وتشترك أيضا فى الاستخفاف بعقول المشاهدين والأخطاء التى تصل أحيانا لحد الفضيحة .ه
مثلا ، فى واحد من إعلانات المستشفى الشهير يطل علينا أحد رجال الدين بدولة عربية – كما هو مكتوب على الشاشة- أثناء زيارته للمستشفى ثم تأتى على لسانه الجملة التى تثير الاستغراب والغيظ .. "يتميز المستشفى بأنه يقبل الاطفال المصريين وغير المصريين والمسلمين وغير المسلمين" !! .. هل من المفترض فى أي مستشفى للأطفال أو غيرهم أن يفرق بين المريض المصري والغير مصري ؟!! وبين المريض المسلم وغير المسلم ؟!! لكى تكون هذه ميزة كبيرة فى المستشفى الذى يعالج الأطفال بالمجان !! ثم فى اعلان آخر .. لم يجدوا بين أطفال المستشفى سوى بنت صغيرة تم تلقينها جمل معينة لتلقيها أمام الكاميرا ويبدو أنها كانت فى (مود) غير جيد فخرجت الكلمات منها من عينة (ما تخلص بأه يا عم الحاج ) ، (مش هقول تاني) .. البنت الصغيرة هنا تخاطب المصور أو المخرج على ما أظن .ه
ثم اعلان خدمى آخر عن التوعية بأضرار أنفلونزا الطيور واستعانوا فيه بخبرة وشعبية الفنان القدير (شعبان عبد الرحيم ) ليكون الإعلان مهزلة غنائية وإعلانية .ه
لا داع بالطبع للإشارة الى التطور الدرامى الكبير فى إعلانات الممثل (محمد شومان) عن الضرائب والفواتير وزاد عليها هذا العام إعلان جميل عن الأسهم وأهميتها للمواطن العادى الذى يتعامل مع بورصة الأوراق المالية وكان شعاره (السهم دليل الملكية) !!.ه
حسب آخر إحصائية بعد مرور نصف أيام الشهر الكريم ، يتنافس مسلسلي (شرف فتح الباب ، سعد الدالي) للقديرين يحيي الفخرانى ونور الشريف على المركز الأول من حيث عدد الإعلانات ولكن هناك مباراة ساخنة أخرى من نوع خاص بين اثنين من نجوم السينما الشباب .. كريم عبد العزيز الشهير بـ (كريم كوكا) وأحمد بيبسي (آسف أقصد حلمى).. المنافسة المشتعلة ليست على صدارة شباك التذاكر هذه المرة.. إنما هى على سلسلة إعلانات نوعين شهيرين جدا من المياه الغازية .ه
لم يخطر ببال كريم عبد العزيز أن يسأل نفسه لماذا قبل أن يسخر من مسلسلات شهيرة بهذا الشكل المزري؟ حتى انه فى احد إعلاناته يجعل مشروبه المفضل موازيا للوطن فى محاكاة ساخرة غير مناسبة إطلاقا لمسلسل (رأفت الهجان) الشهير.. أما منافسه (حلمى) فاستعان هذا العام بالفنان (حسين الإمام) ليقدما معا فاصلا من الاستظراف لم يضف لهما أو للمشروب الذى يروجون له.ه
اختفى بشكل واضح هذا العام الفنان (أحمد السقا) ومنتجه الغذائي الشهير ليترك الساحة لأنواع أخرى من نفس المنتج . ظهر فى إعلانات أحد هذه الأنواع الممثل الشاب (سامح حسين) مع الطفلة (منه عرفه) فى سلسلة إعلانات المفترض أنها كوميدية ، مع أنها سخيفة جدا وساذجة للغاية.ه
الدور الآن على أشهر سلسلة إعلانات .. ثلاثي القمة .. والقمة هنا تعنى أنهم على قمة مرات الظهور فى كل البرامج وكل المسلسلات .. شركات المحمول الثلاثة .. ه
اتفقت الحملات الإعلانية للشركات الثلاثة على محاولة إبهار المشاهد بأى طريقة ، وجاءت النتيجة مخيبة لآمالهم جميعا .ه
أحد هذه الشركات وأحدثهم اختارت أن تظهر عيبا واضحا فى الشركتين المنافستين وجعلت شعار الحملة الإعلانية لها (ما تخليش شبكتك تختار لك تكلم مين) فى إشارة واضحة لنظام تتبعه الشركتين المنافستين، أما الشركة الثانية فجاء خبر تركيبها لشبكة جديدة عيدا جديدا يضاف لأعياد مصر!! (ويا حلاوتك يا برتقانى .. فرحة فرحة فرحة)!!!!ه
ولم تستطع الشبكة الثالثة إلا أن تعلن لمشتركيها أن الوقت المناسب لإجراء المكالمات مهما كانت هامة أو مصيرية – حسب الحملة الإعلانية هو بعد منتصف الليل لكى يستفيد المشترك من تخفيض سعر الدقيقة!! منتهى الاستخفاف بعقول الناس ..ه
من اللافت للنظر هذا العام ، اختفاء إعلانات أحد السلع الاستراتيجية فى مجال البناء تماما وظهوره فقط فى الفقرة التى ترعاها الشركة المنتجة لهذا السلعة بأحد البرامج الجماهيرية وهو ذكاء شديد من مصمم الحملة الإعلانية لهذا المنتج .ه
وعلى النقيض تماما، نجد تكرارا مستفزا وغير طبيعي لإعلانات احد أكبر واشهر المجموعات العقارية فى السوق المصري تحت شعار (بناة المستقبل) ، نظرا للأزمة القانونية التى يعانى منها رئيس مجلس إدارة المجموعة (سابقا) وتركز الحملة على تشغيل عدد كبير من الشباب والعمال بمشروعاتها وكأن هذا يعد حكرا على مجموعتهم العملاقة فقط وليس أمرا بديهيا فى أي شركة كبيرة تعمل بهذا المجال. ه
باقي الإعلانات تنتمي لنوعية الترويج لأنواع مختلفة من الأجهزة الكهربائية وكلها تشترك فى أن منتجهم هو الأفضل والأرخص سعرا والأطول عمرا !!ه
الجديد أيضا هذا العام ، انتشار واسع لحملات إعلانات السيارات والبنوك والسلع الغذائية وإن كانت السلع الغذائية تتواجد بنسب أقل نوعا ما من الأعوام الماضية ..ه
كانت مفاجأة شهر رمضان الماضي ظهور حملة إعلانات بصوت الفنان (محمد منير) لصالح أحدى شركات المحمول وكان ذلك مثار انتقادات واسعة وجهت لـ منير من معجبيه. أما مفاجأة هذا العام فجاءت بصوت الفنان (خالد صالح) فى إعلان عن أحد أنواع السيارات وللحقيقة جاء سيناريو الإعلان جيدا ومقنعا ويعد من أفضل إعلانات رمضان هذا العام .ه
أيضا يواصل إعلان احد منتجات السيراميك الشهيرة نجاحه وتميزه لاعتماده على تيمة موسيقية ارتبطت به وكان اختيارها موفقا للغاية حتى أنها أصبحت نغمة مميزة على الهواتف المحمولة الآن .ه
كان – ولا زال - موسم شهر رمضان التليفزيوني سوقا رائجة لنقاد الدراما للكتابة عن أنواع مختلفة ومتنوعة من فنون الدراما .. وأضيف له الآن نوعا آخر من المتابعة والنقد.. فرضته علينا "ميديا الإعلانات" المتوحشة والمتوغلة على كل الشاشات وفى كل الأوقات ..ه
رحم الله مخرجنا العبقري الراحل (يوسف شاهين) الذى كان يقيم الدنيا ولا يقعدها دفاعا عن حماية أفلامه عند عرضها بالتلفزيون من التقطيع بالإعلانات .. الرجل كان بالتأكيد على حق تماما .. لكن من يسمع ومن يدرك؟!.ه

Wednesday, September 17, 2008

أبيض وأسود .. غلاف فقير وطباعة متواضعة وملفات جريئة

عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وبرئاسة تحرير الفنان تامر عبد المنعم تصدر منذ فترة مجلة فصلية متخصصة فى السينما .. صدر منها مؤخرا عددها الثالث.ه
أسود وأبيض أو أبيض وأسود (تستطيع قراءة الاسم كما يحلو لك) صدر عددها الثالث فى 96 صفحة من القطع المتوسط وبالأبيض والأسود بالكامل ما عدا غلافها وثلاثة إعلانات .. واحد لمركز الإبداع الفنى وآخر عن عروض البيت الفنى للمسرح والثالث لقصر السينما .ه
أول ما يلفت انتباه القارئ بأي مطبوعة هو غلافها .. ونستطيع أن نجزم أنه توجد شريحة كبيرة نسبيا من القراء تشترى المطبوعة من غلافها .. بداية بالتصميم الجديد والمبهر مرورا بالصور على الغلاف وانتهاءا بالعناوين الجاذبة والمثيرة .. ومطبوعتنا المتخصصة فى السينما تفتقر كثيرا لكل هذه العوامل.ه
بالرغم من أنها مطبوعة سينمائية وتستطيع بكل سهولة أن تبهر القارئ بغلاف مختلف ومميز إلا أن "أسود وأبيض" خرجت فى عددها الثالث بغلاف تقليدي للغاية وبزحام كبير من الصور على الغلاف وخلفية تميل للون الأصفر مما أفقدها عامل الجذب الأول لدى القارئ . صورة لأحمد زكى من فيلم "ناصر 56 " وصورة بالأبيض والأسود للراحل "يوسف شاهين" ومجموعة من الصور لنجوم هوليود القدامى !! .. هذه هى صور الغلاف !!ه
عناوين الغلاف جاءت أيضا فقيرة للغاية وتقليدية جدا فى صياغتها وخط الكتابة وطريقة توزيعها.. كأن المجلة تتعمد أن تصدم القارئ أو أن تعيده لزمن قديم .. زمن الأبيض والأسود .. فى الوقت الذى يعاني فيه القارئ من ندرة الإصدارات الدورية المتخصصة فى السينما .ه
بسهولة يستطيع القارئ بعد تصفحه لبعض صفحات "أسود وأبيض" أن يلاحظ سوء نوع ورق الطباعة كما نجد تصميما للصفحات يفتقر لكل مقومات الجمال واختيارات لنوع خط الكتابة فى عناوين الموضوعات يجعلك تشعر أنك تقرأ مشروعا من مشاريع تخرج طلبة الإعلام .. بل أنه يوجد الآن مشاريع تخرج كثيرة جدا مبهرة من ناحية التصميم وخطوط الكتابة.ه
ونقطة الضعف هذه ليس لها مبرر واضح فى مطبوعة يجب أن تكون عالية المستوى فى الإخراج الفني ولا علاقة لذلك بالإمكانيات المادية أو تقنية الطباعة بالألوان .ه
دورية صدور "أسود وأبيض" فرضت عليها شكلا معينا فى اختيار الموضوعات فجاءت معظم مواد العدد الثالث عبارة عن ملفات خاصة .. بدأت بملف عن الاقتباس من السينما الأمريكية بعنوان (أمركة السينما) وجاءت موضوعات الملف جيدة ومتنوعة ما بين الحوار والتحقيق والمقال الصحفى.ه
ثانى الملفات كان فى وداع المخرج المصري العالمى يوسف شاهين بعنوان (وداعا جو السينما المصرية) .. وتميز فى موضوعاته حوارا لم ينشر من قبل مع المخرج الراحل عنوانه : أى فنان عاوز يوصل للناس لازم يبقى منهم مش واحد باشا.ه
ثم يطالعنا ملف جرئ عن (السينما الإسلامية) .. يلفت الانتباه في أحد موضوعاته حوارا مع الدكتور عطية القوصي .. الأستاذ بآداب القاهرة عنوانه : أنا لا اتفق مع الأزهر فى عدم تجسيد شخصيات الصحابة .ه
ومقال آخر مهم وثرى للناقد الكبير د. رفيق الصبان عن الدراما الدينية .ه
الملف الرابع فى سلسلة ملفات "أسود وأبيض" كان عن (ثورة يوليو .. والسينما المصرية) .. جاء الملف عبارة عن رصد لأفلام السينما التى تناولت ثورة يوليو .. وانقسامها بين التمجيد والانتقاد للثورة.ه
اللافت للنظر جدا فى عدد "أسود وأبيض" الثالث .. هو قلة الحوارات وسط موضوعات المجلة بصفة عامة وافتقادها لحوار قوى مع أحد نجوم أو نجمات السينما بالرغم من أهمية ذلك لأى مطبوعة متخصصة فى هذا المجال .ه
(سينما زمان ) .. قسم متميز جدا من أقسام المجلة .. عرضت لنا فيه "مديحة جاد" فيلم (زينب) الصفحة الأولى فى كتاب السينما المصرية تحت عنوان : فيلم زينب بين الصمت والكلام .ه
وعلى طريقة الصدمات الكهربية نقلب الصفحة لنجد تقريرا جيدا أيضا عن (سينما الهاي ديفينشن – سينما الديجيتال) لـ أحمد عبد النبي .. نقلة جيدة بين الماضى وبدايات المستقبل فى السينما فى صفحتين متتاليتين .ه
يحسب لـ "أسود وأبيض" اهتمامها بنشر الثقافة السينمائية فى أقسام (عرض كتاب) ، (لغة السينما) ، (من أرشيف الصحافة السينمائية) .. فالقارئ يفتقد كثيرا هذا النوع من الكتابة المتخصصة فى مجال السينما.ه
قبل نهاية صفحات المجلة بقليل نجد قسما مميزا جدا من أقسام "أسود وأبيض" .. رؤية نقدية للأفلام التى عرضت خلال الفترة الأخيرة تحت عنوان (أفلام الصيف .. صراع النجوم وحرب الشائعات) ..ه
جاءت موضوعات الرؤية النقدية لمعظم أفلام هذا الصيف بقلم مجموعة متميزة من النقاد السينمائيين.. أفلام: الغابة ، كباريه ، ليلة البيبي دول ، حسن ومرقص ، آسف على الإزعاج ، ألوان السما السابعة ، مسجون ترانزيت ، كابتن هيما ، الريس عمر حرب وغيرها .. فى وجبة نقدية دسمة ومركزة أشبعت نهم القارئ المهتم بالسينما .ه
ثم نجد صفحة واحدة تحت عنوان (ملفات من السينما العربية ) افتقدت للمتابعة الجيدة للأنشطة السينمائية العربية وركزت فقط على موضوع واحد عن السينما المغربية تحت عنوان : السينما المغربية ونصف قرن مضى .ه
نصل لأحد علامات الاستفهام على صفحات "أسود وأبيض" .. باباراتسي !!.ه
Paparazzi
مصطلح يطلق على تجمع من المصورين الصحافيين الذين يلاحقون ويصورون أحد المشاهير أو النجمات في كل وأي مكان، وذلك بدون الحصول على إذن مسبق. أما هدفهم فهو الفوز بصور نادرة وأحيانا فاضحة بغرض بيعها بعد ذلك لإحدى الصحف أو المجلات أو القنوات الفضائية .ه
أما صفحتا (باباراتسي) – هكذا تكتب فى مجلتنا – فهى عبارة عن خمس أخبار مع صورها .. اثنان منهم للوزير الفنان "فاروق حسني" فى فعاليات مختلفة!! والباقى أخبار فنية قديمة و(محروقة) بلغة الصحافة !!ه
علامة الاستفهام الثانية .. طرائف فنية قديمة جدا !! صفحتان من أقدم أبواب الصحافة الفنية على الإطلاق تناسبان جدا اسم المجلة "أسود وأبيض" .. وقبل النهاية بقليل .. تأتينا صفحة أخرى لـ (الكلمات المتقاطعة) !! واضح أنها أعدت خصيصا لـ "أسود وأبيض" .. لا تعليق هنا سوى أننا نتابع صحافة تقليدية للغاية لا مجال فيها لأى تجديد أو تطوير أو ابتكار.ه
آخر ما نقرأه قبل الغلاف الأخير صفحة (فركش) .. مقال للناقد الكبير "طارق الشناوى" مع صورته الشهيرة بعنوان : الماضي ليس كله جميلا .. فعلا يا أستاذ طارق .. الماضي ليس كله جميلا.ه
والـ "أسود وأبيض" ليس كله جميلا أيضا .ه

Friday, September 12, 2008

منزل صدام

مسلسل منزل صدام .. المسلسل انتاج بريطانى أميركي
والكتابة لـ ستيفن بوتشارد – اليكس هولمز والإخراج لـ جيم هانلون – اليكس هولمز. تم تصوير أحداث المسلسل الخارجية بتونس خلال العام الماضى.. ه
من المنطقى جدا أن تظهر شخصية صدام حسين دموية وديكتاتورية خلال أحداث المسلسل .. فالمسلسل يمثل وجهة النظر الغربية فى الرجل ومصنوع أساسا للمتفرج فى الغرب ، إذن لا نجد داعيا للضجة المثارة حوله فى العالم العربي ، إنما ما يعنينا بالمقام الأول هو الدعوة لمقاطعة المسلسل وعدم إذاعته على أي قناة عربية بالرغم من وجوده المكثف على منتديات الانترنت العربية بل وبالترجمة أيضا .ه
أدرك الشباب العربي المهتم بالدراما الأجنبية أهمية أن نشاهد وجهة نظر الآخر فينا وفى جزء هام ومؤثر من تاريخ منطقة الشرق الأوسط الملتهب دوما. على عكس وسائل الإعلام العربية التى آثرت السلامة وتجاهلت وجود المسلسل أصلا.. فى الوقت الذى لم تعد تجد فيه دعاوى المقاطعة والمنع .. فالمسلسل وصل عن طريق الانترنت لكل من يريد أن يشاهده بمنتهى السهولة. ويكفى هذه الجملة التى تكررت كثيرا على المواقع والمنتديات التى تعرض تحميل حلقات المسلسل .. (مسلسل "منزل صدام" الذى لم ولن يعرض بالدول العربية كاملا ومترجما)، وأيضا (شاهد مسلسل منزل صدام الممنوع من العرض فى الدول العربية).ه
يتناول المسلسل حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من وجهة النظر الغربية منذ عام 1979 ولحين محاكمته وإعدامه في عام 2006 ويؤدي دور الرئيس صدام ممثل إسرائيلي يدعي ايجال ناعور تشبه ملامحه إلي حد كبير ملامح الرئيس صدام.الممثل الإسرائيلي ذو الأصول العراقية الذي يلعب الدور أتقن اللهجة العراقية وكان مقنعا في أدائه خاصة وان وجه الشبه بينه وبين صدام كان كبيرا، وقال "ناعور" في تصريحات صحفية : بمقدوري أن أفهم أكثر بكثير من ممثل بريطاني أو ممثل أمريكي عن هذا الرجل والأجواء التي كان يعيشها .ه
وأضاف: هذه منطقتي.. الشرق الأوسط.. العراق. يمكنني أن أفهم أمورا مثل الحاجة الخاصة للشرف والكبرياء. وأنا أيضا أعيش في بيئة حرب ودماء .ورفض ناعور فكرة الجدل الذي قد ينشأ عندما يمثل إسرائيلي دور صدام. وقال: نحن ممثلون.. نحن فنانون. لماذا يتعين أن نكون إسرائيليين أو لبنانيين أو مصريين ؟.ه
أما عن ردود الأفعال العربية حول المسلسل فانحصرت فى الجدل الواسع بسبب مشاركة خمسة ممثلين تونسيين بالإضافة إلي الممثل المصري عمرو واكد (فى دور حسين كامل ) في المسلسل بدعوى أنه مسيء للعرب ويتضمن تشويها لصورة الرئيس صدام.ه
تميزت موسيقى "صامويل سيم" فى الحلقات واستطاعت أن تكون عاملا مؤثرا فى توصيل الرسالة الفنية للمتلقى خاصة فى مشاهد العنف والدموية التى امتلأت بها أحداث المسلسل.ه
المسلسل يبحث في صميم العلاقة الأسرية بين أفراد العائلة الواحدة داخل المنزل الرئاسي، أما من حيث الوقائع التاريخية فكانت الحلقات مليئة بالعديد من المغالطات، وركز المسلسل كثيرا علي دور والدة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، كما حاول المسلسل تشويه صورة الرئيس العراقي وتصويره على أنه يشرب الخمر (على عكس الواقع).كما تعمد المسلسل إظهار الرئيس صدام في مكان عام وهو يتحرش بالنساء ويداعبهن ، ربما هذه الصفة تنطبق علي بعض أبنائه، وخاصة "عدي" ولكن لم يذكر مطلقا أن صدام تحرش بالنساء.ه
أما عن ردود الأفعال حول المسلسل فى الغرب ، فقد أشادت بالطبع الصحف البريطانية بأداء " ناعور" الذي وصفته بالمتميز في دور الديكتاتور؛ حيث يظهره مثيرا للحيرة فيما يتعلق بالشئون الأسرية وعملاقا في الشئون السياسية .. وإن "ناعور" يعطي الانطباع بأن صدام كان مقتنعا كليا بسلامة قضيته تماما مثل بوش وبلير عندما شنا الحرب عليه"، كما أشادت بالمسلسل وذكرت بأنه يكشف وجود نقاط مشتركة بين صدام حسين والرجلين اللذين ساهما في إسقاطه مع الغزو الأمريكي عام 2003، وهما الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، بالإضافة إلى أن المسلسل نجح في إظهار الرهبة التي يثيرها صدام في نفوس كل من اقترب منه..ه
أيضا ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن مسلسل "منزل صدام" بدأ يحظى باهتمام كبير من قبل المشاهدين للشبه غير العادي بين "ايجال ناعور" العراقي الأصل وصدام حسين.ه

Thursday, September 04, 2008

شارع الصحافة مجلة لرصد حال الصحافة المصرية


نشرت فى القـاهـرة
2/9/2008

فى 96 صفة من القطع الكبير وبالأبيض والأسود فقط .. صدرت مجلة "شارع الصحافة" المصرية الشهرية.. بالرغم من أن العدد الأول يحمل تاريخ 1 أغسطس 2008 إلا أنه ولسبب ما ظهر بالأسواق فى 24 أغسطس والغريب أن تحمل التنوبهات الكثيرة التى طالعتنا بها معظم الصحف التى صدرت خلال الأسبوع الماضى أن "شارع الصحافة" ستصدر منتصف كل شهر!! ه
العناوين على الغلاف توحى بالتنوع والاختلاف التى من المفترض ان يجده القارئ على صفحات المجلة.. تشكيلة من العناوين المثيرة منها .. احذروا عمرو خالد ، عمر البشير : محاكمة سفاح ، محمد منير : أذهب للطبيب النفسي حتى لا أنتحر ، فى يوم عيدك يا مولاي/هيكل ، التحديث له ثمن / جمال مبارك ، أسطورة أيمن نور، إيناس الدغيدي تطلب رخصة لممارسة الدعارة، هل أبو تريكة مريض بالقلب؟ .. تشكيلة عناوين لا يمكن أن نجدها مجتمعة على غلاف واحد. ه
الغلاف بورتريه بريشة شيماء الحداد وجاء مفاجأة للقارئ الذى افتقد هذه النوعية من البورتريهات على أغلفة المجلات المصرية والعربية مؤخرا .. (تنفرد تقريبا بهذا النوع من الأغلفة منذ صدروها مجلة صباح الخير فقط) وكان ذلك تمهيدا قويا لخط واحد سارت عليه كل صفحات المجلة ، فـ "شارع الصحافة" جاء عددها الأول بدون صورة فوتوغرافية واحدة .. فكل الموضوعات صاحبتها – بلا استثناء- رسومات تعبر عن الفكرة صاغتها ريشة مجموعة واعدة من الرسامين.ه
فكرة المختارات الصحفية ليست جديدة على الصحافة العالمية ، لكنها هذه المرة تحمل الصبغة المصرية الخالصة والطبيعي والمنطقى أن تحمل التجربة الأولى بعضا من الأخطاء العادية نسميها فى كل المجالات .. أخطاء التجربة الأولى .ه
شارع الصحافة تتعقب و(تنقى) .. و(تفلتر) كل ما نشر لكل الاتجاهات لتقدمه للقارئ فى ثوب رشيق وجديد..ه
لا نعرف على وجه التحديد هل يقصد المحرر العام - صاحب التوقيع على الافتتاحية التى نقرأ لكم منها الآن – لا نعرف هل يقصد تنتقى أم أنه استخدم كلمة (تنقى) متعمدا .. وأكملها بـ تفلتر!!ه
الواضح بشده فى اختيارات "شارع الصحافة" ان النسبة الغالبة فى اختياراتها كانت للصحف الخاصة والتى وصفتها الافتتاحية بـ "المستقلة" وهى تسمية غير دقيقة على الإطلاق ..ه
انحازت "شارع الصحافة" بصورة واضحة للصحافة الخاصة (المستقلة .. كما تسميها) وزادت على هذا باختيارات غريبة للغاية من بعض الصحف والمجلات الصغيرة التى اشتهرت بالإثارة والفبركة على حساب المصداقية ، فوقعت بذلك فى خطأ مهنى جسيم لا يمكن اعتباره بأى حال من الأحوال من ضمن أخطاء التجربة الأولى.ه
مثلا نسبة ظهور موضوعات جريدتى "المصري اليوم" ، "الدستور" فاقت الـ 50% من إجمالى اختيارات "شارع الصحافة" تلتها مختارات من الطريق ، النبأ ، والميدان ، والأسبوع ، وصوت الأمة ، والعربي ويأتى على استحياء ظهور شرفى لأسماء "الأهرام" ، " الأخبار" ، "روزاليوسف" ، "الوطنى اليوم" ثم .. اختفاء تام لـكل المطبوعات التى تصدر عن مؤسسات قومية أو حزبية. ه
بصرف النظر عن توجهات المطبوعات التى حرمت موضوعاتها من الظهور على صفحات "شارع الصحافة" لكن الحياد والموضوعية هما السمتان الأساسيتان التى يجب ان تلتزم بهما المطبوعات التى تتصدى لهذا النوع من الصحافة .. وهذا للأسف لم يتحقق فى أول أعدادها. ه
خطأ مهنى قاتل آخر .. كل موضوعات "شارع الصحافة" ليست موثقة بتاريخ النشر الأصلي ، وبقليل من التدقيق والفحص نجد أن بعض الموضوعات لم تنشر خلال الشهر الذى سبق صدور العدد الأول من المجلة ، وإن كان من الممكن أن نتغاضى عن ذلك الآن على اعتبار انه العدد الأول .. لكن لا نعتقد أن ذلك سيكون مقبولا فى الأعداد القادمة . ه
"الأخوان المسلمون .. نشر الغسيل القذر " هو العنوان الرئيسي على غلاف العدد الأول من .. "شارع الصحافة " . ه
موضوع الغلاف هو حوار "للمصري اليوم " – صاحبة نصيب الأسد فى الظهور بشارع الصحافة – مع عبد الستار المليجي ورصد تداعيات نشر الحوار .. ثم مقال ساخن عن عضو مجلس الشعب رجب هلال حميدة لـ حمدى رزق بعنوان "الاستشياخ" – منشور أيضا فى المصري اليوم- ثم رد النائب عليه. ه
ثم مقالان متقابلان الأول "ليه بنحبك يا ريس" لـ ممتاز القط فى مرة من المرات النادرة لظهور اسم "أخبار اليوم" والمقابل له على نفس الصفحة .. مقال "فى يوم عيدك يا مولاى" بقلم محمد حسنين هيكل منشور فى "روزاليوسف" سنة 1944 !!! (علامات التعجب من عندى) ه
ثم عزف منفرد "للمصري اليوم" على 6 صفحات كاملة عبارة عن النص الكامل لمشروع قانون تنظيم البث المسموع والمرئي .. لـ علاء الغطريفى. ه
يلفت الانتباه على الترويسه وجود أسماء لفريق مترجمين ونبحث عن نتاج مجهودهم فنجد تحت عنوان "بلاد بره" فى موضوعات مترجمة قليلة جدا من نيويورك تايمز ، هارتس ، يديعوت احرونوت وبعض وكالات الأنباء. ه
نفاجأ بعد قليل بحوار مع المفكر الكبير "جمال البنا" فى صفحة بعنوان "ميدان الحرية " .. والمقصود بالمفاجأة هنا ليس اختيار الحوار فالرجل مشهور بمقالاته وآرائه الجريئة التى تفتح النار عليه دائما .. المفاجأة فى اختيار حواره مع "النبأ" بالتحديد وسمعة الجريدة تسبقها بالطبع ، ولا تكتفى "شارع الصحافة " بذلك وانما تعقب نشر الحوار المثير برد - قوى بالطبع – على ما قاله الرجل على لسان الدكتورة "سعاد صالح" منشور بموقع "محيط" فى أول ظهور لموقع الكترونى على صفحات "شارع الصحافة" .. ه
أما القادم فلا يمكن اعتباره مفاجأة من مفاجآت "شارع الصحافة" .. إنما هى إهانة وسقطة مهنية تحتاج لاعتذار وتوضيح قبل الاعتذار .. البورتريه المصاحب لحوار "جمال البنا" عبارة عن رأس رجل مفتوح ويخرج من دماغه مجموعة من الحشرات والصراصير فى إشارة غير مقبولة تماما عن أفكار الرجل مهما كانت درجة اتفاقنا او اختلافنا معها . ه
تحت عنوان "شارع الجامع" نجد عناوين مثل : احذروا عمرو خالد من كتاب "عمرو خالد فى ميزان الشريعة " وغلاف الكتاب المنشور مع الموضوع لا توجد عليه أي أسماء لمؤلفين والموضوع مذيل بتوقيع .. أهل السنة والجماعة !! ه
ثم مقال للمفكر الكبير د. عبد الوهاب المسيري – قبل وفاته بالطبع - دفاعا عن عمرو خالد منشور بـ "الدستور".. ه
نأتى لموضوعات الفن على صفحات "شارع الصحافة" .. حوار ساخن وجرئ مع محمد منير .. وكالعادة منشور بجريدة " النبأ " .. ولا داع هنا لتكرار علامات التعجب . ه
هجوم شرس على المخرجة "ايناس الدغيدي" منشور بـ "روتانا" وموقع "العربية" .. ه
مجموعة متميزة للغاية من الحوارات الفنية مع حمادة هلال والمخرج أكرم فريد الذى يتحدث عن أنه لم يخلع الملابس الداخلية لزوجته الممثلة اللبنانية " تاتيانا" !!! وموضوعات فنية أخرى تشترك كلها فى مكان النشر .. جريدة "وشوشة" والتى تعرف فى الوسط الصحفى والفنى بسمعتها المميزة وعدد القضايا المرفوعة ضدها كما تميزت مؤخرا بنشر أكبر عدد وأفضل صور مايوهات لهذا الصيف وكذلك تكرار كلمة
A7A
على غلافها بمناسبة أو بدون مناسبة فى الفترة الأخيرة.ه
موضوعات الحوادث والجريمة على صفحات "شارع الصحافة" عبارة عن تشكيلة مميزة جدا من جرائد "النبأ" ، "الحوادث" ، "حوادث الأسبوع" !! واختفاء تام لجريدة " أخبار الحوادث" التى تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم!! .. أما العناوين فجاءت بالطبع على مستوى راق ومعبر عن أهم الحوادث فى المجتمع المصري الآن من عينة .. اعترافات زوجة خائنة – الذئاب الثلاثة اعتدوا على الزوجة – يغتصب ابنته بالمنوفية – تزوجت 4 رجال ومازالت عذراء..!! ه
وكان ختامها مسك .. الصفحة الأخيرة وتحت عنوان "آخر الشارع" .. مقال يستحق أن يكون آخر ما تصافحه عين قارئ "شارع الصحافة" .. المقال بعنوان : زينه .. للكاتب الكبير / عبد الله كمال .. رئيس تحرير روزاليوسف.. والذى يتحدث فيه عن ابنته "زينه" ..!! ه
كانت هذه قراءة لصفحات أحدث الإصدارات الصحفية المصرية (آخر العنقود كما يقولون) .. والمتخصصة فى نشر مختارات من الصحف والمجلات المصرية والتى تحمل شعارا على غلافها "مجلة الصحف والمجلات" .ه

About Me

My photo
just a human, seeking for real life, real love, real freedom.