Wednesday, September 17, 2008

أبيض وأسود .. غلاف فقير وطباعة متواضعة وملفات جريئة

عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وبرئاسة تحرير الفنان تامر عبد المنعم تصدر منذ فترة مجلة فصلية متخصصة فى السينما .. صدر منها مؤخرا عددها الثالث.ه
أسود وأبيض أو أبيض وأسود (تستطيع قراءة الاسم كما يحلو لك) صدر عددها الثالث فى 96 صفحة من القطع المتوسط وبالأبيض والأسود بالكامل ما عدا غلافها وثلاثة إعلانات .. واحد لمركز الإبداع الفنى وآخر عن عروض البيت الفنى للمسرح والثالث لقصر السينما .ه
أول ما يلفت انتباه القارئ بأي مطبوعة هو غلافها .. ونستطيع أن نجزم أنه توجد شريحة كبيرة نسبيا من القراء تشترى المطبوعة من غلافها .. بداية بالتصميم الجديد والمبهر مرورا بالصور على الغلاف وانتهاءا بالعناوين الجاذبة والمثيرة .. ومطبوعتنا المتخصصة فى السينما تفتقر كثيرا لكل هذه العوامل.ه
بالرغم من أنها مطبوعة سينمائية وتستطيع بكل سهولة أن تبهر القارئ بغلاف مختلف ومميز إلا أن "أسود وأبيض" خرجت فى عددها الثالث بغلاف تقليدي للغاية وبزحام كبير من الصور على الغلاف وخلفية تميل للون الأصفر مما أفقدها عامل الجذب الأول لدى القارئ . صورة لأحمد زكى من فيلم "ناصر 56 " وصورة بالأبيض والأسود للراحل "يوسف شاهين" ومجموعة من الصور لنجوم هوليود القدامى !! .. هذه هى صور الغلاف !!ه
عناوين الغلاف جاءت أيضا فقيرة للغاية وتقليدية جدا فى صياغتها وخط الكتابة وطريقة توزيعها.. كأن المجلة تتعمد أن تصدم القارئ أو أن تعيده لزمن قديم .. زمن الأبيض والأسود .. فى الوقت الذى يعاني فيه القارئ من ندرة الإصدارات الدورية المتخصصة فى السينما .ه
بسهولة يستطيع القارئ بعد تصفحه لبعض صفحات "أسود وأبيض" أن يلاحظ سوء نوع ورق الطباعة كما نجد تصميما للصفحات يفتقر لكل مقومات الجمال واختيارات لنوع خط الكتابة فى عناوين الموضوعات يجعلك تشعر أنك تقرأ مشروعا من مشاريع تخرج طلبة الإعلام .. بل أنه يوجد الآن مشاريع تخرج كثيرة جدا مبهرة من ناحية التصميم وخطوط الكتابة.ه
ونقطة الضعف هذه ليس لها مبرر واضح فى مطبوعة يجب أن تكون عالية المستوى فى الإخراج الفني ولا علاقة لذلك بالإمكانيات المادية أو تقنية الطباعة بالألوان .ه
دورية صدور "أسود وأبيض" فرضت عليها شكلا معينا فى اختيار الموضوعات فجاءت معظم مواد العدد الثالث عبارة عن ملفات خاصة .. بدأت بملف عن الاقتباس من السينما الأمريكية بعنوان (أمركة السينما) وجاءت موضوعات الملف جيدة ومتنوعة ما بين الحوار والتحقيق والمقال الصحفى.ه
ثانى الملفات كان فى وداع المخرج المصري العالمى يوسف شاهين بعنوان (وداعا جو السينما المصرية) .. وتميز فى موضوعاته حوارا لم ينشر من قبل مع المخرج الراحل عنوانه : أى فنان عاوز يوصل للناس لازم يبقى منهم مش واحد باشا.ه
ثم يطالعنا ملف جرئ عن (السينما الإسلامية) .. يلفت الانتباه في أحد موضوعاته حوارا مع الدكتور عطية القوصي .. الأستاذ بآداب القاهرة عنوانه : أنا لا اتفق مع الأزهر فى عدم تجسيد شخصيات الصحابة .ه
ومقال آخر مهم وثرى للناقد الكبير د. رفيق الصبان عن الدراما الدينية .ه
الملف الرابع فى سلسلة ملفات "أسود وأبيض" كان عن (ثورة يوليو .. والسينما المصرية) .. جاء الملف عبارة عن رصد لأفلام السينما التى تناولت ثورة يوليو .. وانقسامها بين التمجيد والانتقاد للثورة.ه
اللافت للنظر جدا فى عدد "أسود وأبيض" الثالث .. هو قلة الحوارات وسط موضوعات المجلة بصفة عامة وافتقادها لحوار قوى مع أحد نجوم أو نجمات السينما بالرغم من أهمية ذلك لأى مطبوعة متخصصة فى هذا المجال .ه
(سينما زمان ) .. قسم متميز جدا من أقسام المجلة .. عرضت لنا فيه "مديحة جاد" فيلم (زينب) الصفحة الأولى فى كتاب السينما المصرية تحت عنوان : فيلم زينب بين الصمت والكلام .ه
وعلى طريقة الصدمات الكهربية نقلب الصفحة لنجد تقريرا جيدا أيضا عن (سينما الهاي ديفينشن – سينما الديجيتال) لـ أحمد عبد النبي .. نقلة جيدة بين الماضى وبدايات المستقبل فى السينما فى صفحتين متتاليتين .ه
يحسب لـ "أسود وأبيض" اهتمامها بنشر الثقافة السينمائية فى أقسام (عرض كتاب) ، (لغة السينما) ، (من أرشيف الصحافة السينمائية) .. فالقارئ يفتقد كثيرا هذا النوع من الكتابة المتخصصة فى مجال السينما.ه
قبل نهاية صفحات المجلة بقليل نجد قسما مميزا جدا من أقسام "أسود وأبيض" .. رؤية نقدية للأفلام التى عرضت خلال الفترة الأخيرة تحت عنوان (أفلام الصيف .. صراع النجوم وحرب الشائعات) ..ه
جاءت موضوعات الرؤية النقدية لمعظم أفلام هذا الصيف بقلم مجموعة متميزة من النقاد السينمائيين.. أفلام: الغابة ، كباريه ، ليلة البيبي دول ، حسن ومرقص ، آسف على الإزعاج ، ألوان السما السابعة ، مسجون ترانزيت ، كابتن هيما ، الريس عمر حرب وغيرها .. فى وجبة نقدية دسمة ومركزة أشبعت نهم القارئ المهتم بالسينما .ه
ثم نجد صفحة واحدة تحت عنوان (ملفات من السينما العربية ) افتقدت للمتابعة الجيدة للأنشطة السينمائية العربية وركزت فقط على موضوع واحد عن السينما المغربية تحت عنوان : السينما المغربية ونصف قرن مضى .ه
نصل لأحد علامات الاستفهام على صفحات "أسود وأبيض" .. باباراتسي !!.ه
Paparazzi
مصطلح يطلق على تجمع من المصورين الصحافيين الذين يلاحقون ويصورون أحد المشاهير أو النجمات في كل وأي مكان، وذلك بدون الحصول على إذن مسبق. أما هدفهم فهو الفوز بصور نادرة وأحيانا فاضحة بغرض بيعها بعد ذلك لإحدى الصحف أو المجلات أو القنوات الفضائية .ه
أما صفحتا (باباراتسي) – هكذا تكتب فى مجلتنا – فهى عبارة عن خمس أخبار مع صورها .. اثنان منهم للوزير الفنان "فاروق حسني" فى فعاليات مختلفة!! والباقى أخبار فنية قديمة و(محروقة) بلغة الصحافة !!ه
علامة الاستفهام الثانية .. طرائف فنية قديمة جدا !! صفحتان من أقدم أبواب الصحافة الفنية على الإطلاق تناسبان جدا اسم المجلة "أسود وأبيض" .. وقبل النهاية بقليل .. تأتينا صفحة أخرى لـ (الكلمات المتقاطعة) !! واضح أنها أعدت خصيصا لـ "أسود وأبيض" .. لا تعليق هنا سوى أننا نتابع صحافة تقليدية للغاية لا مجال فيها لأى تجديد أو تطوير أو ابتكار.ه
آخر ما نقرأه قبل الغلاف الأخير صفحة (فركش) .. مقال للناقد الكبير "طارق الشناوى" مع صورته الشهيرة بعنوان : الماضي ليس كله جميلا .. فعلا يا أستاذ طارق .. الماضي ليس كله جميلا.ه
والـ "أسود وأبيض" ليس كله جميلا أيضا .ه

No comments:

About Me

My photo
just a human, seeking for real life, real love, real freedom.